بلدي نيوز – (منى علي)
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده تسعى للتهدئة مع السعودية، مشيراً إلى إمكانية العمل معاً لإيجاد حل في سوريا. وأضاف في تصريحات للصحفيين "إننا نريد أيضا تحسين العلاقات مع السعوديين"، وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران العام الماضي بعد أن اقتحم متظاهرون السفارة السعودية في طهران وأحرقوا أجزاء منها، ردا على قرار قضائي سعودي بإعدام رجل الدين الشيعي المتطرف "نمر النمر" المتهم في عدة قضايا تتعلق بالإرهاب.
وقال روحاني "أدنّا على الفور الأحداث التي وقعت في السفارة وألقينا القبض على المسؤولين عنها". وأضاف أن طهران مستعدة لدفع تكاليف الأضرار التي لحقت بالسفارة السعودية، كما أشار روحاني إلى "إمكانية العمل على نحو مشترك مع السعودية بشأن خطة سلام لسوريا".
إلا أن حديث روحاني عن تقارب محتمل وضروري لإيران مع السعودية في الوقت الذي خسرت فيه كل جيرانها في المنطقة، لا يبدو واقعياً أو ممكناً في ظل العزلة التي تحيط بإيران وتزداد يوماً بعد يوم، بسبب سياساتها الموغلة في التدخل في شؤون دول عربية، تدخلٌ تجاوز السياسة ليتحول إلى تدخل عسكري معلن في سوريا واليمن.
وزادت متاعب إيران وعزلتها بعد مجزرة الكيماوي في خان شيخون، التي ربما تكون متورطة فيها، وكذلك بعد تصاعد الخلاف مع الأردن منذ يومين على خلفية تصريحات متبادلة وصلت حد تطاول سياسيين إيرانيين على العاهل الأردني الملك عبد الله، واستدعاء الخارجية الأردنية السفير الإيراني بعمان وإبلاغه احتجاجا شديدا، ومن قبل الأردن ساءت علاقات إيران بتركيا، ولم تُبق سياسات طهران في اليمن وسوريا حليفاً أو لها في المنطقة، حتى أن مظاهرات قد انطلقت ضدها في جنوب العراق الشيعي مطالبة بخروجها من الأرض والمعادلة السياسية العراقية.
فهل تكفي روسيا، "الحليف الأوحد" المتبقي لطهران لإنقاذها سياسيا وانتشالها اقتصاديا؟
الكاتب السوري "عبد الرحمن حلاق" رأى أن "اللعبة شارفت على الانتهاء بالفعل، وزمن آل الأسد قد انتهى، فالتصريحات الأخيرة أمريكياً وإسرائيلياً شهدت تصاعدا في حدتها وجاء اتفاق الدول السبع الكبار ليكمل رسم المشهد ويقرر إنهاء هذا المسلسل الدرامي الدامي، حتى أن معظم التصريحات الروسية الأخيرة ليست في مصلحة هذه العائلة المجرمة ورئيسها السام على حد تعبير وزير الخارجية البريطاني، ومع نهاية حكم الأسد ستزول تدريجياً كل التوابع الاستثمارية الإرهابية التي ساندته طيلة السنوات الست الماضية بدءاً بحزب الله ونهاية بتواجد الحرس الثوري الإيراني".
ولفت الكاتب السوري "حلاق" في حديثه لبلدي نيوز إلى أن الأمر "قد يستغرق وقتاً، لكن يكفي أن سقوط الأسد سيعيد للشعب السوري وللقوى المدنية المغيبة جزءاً من دورها الفاعل إن لم يكن كامل الدور الذي سيمكنها إلى حد ما من المساهمة في رسم الصورة من جديد".
ورأى "حلاق" أن هذه المستجدات العالمية "هي التي دفعت بنظام الملالي إلى مخاطبة السعودية بهذه اللغة والتي تبدو ظاهريا نوعاً من التنازل وأقول نوعاً من التنازل لما عرف عن نظام الملالي من قدرة على المراوغة والكذب والبراغماتية بآن فيما يتعلق بسياساته الخارجية، إلا أنه مما لاشك فيه أن سقوط الأسد يعني ضربة موجعة جداً لأحلام الملالي في تصدير الثورة".
وختم الكاتب "حلاق" بالقول: "إن كانت إيران تظن نفسها اليوم أحد اللاعبين الأساسيين الفاعلين في الملف السوري فأعتقد أن المستقبل ليس بصالح حكم الملالي. فقد شارف دورهم على الانتهاء أيضاً وليس بعيداً ذلك اليوم الذي ستفتتح فيه قوى التوحش الغربي الملف الإيراني ذاته وتنتقل إيران وملاليها إلى موقع المفعول به. العالم بعد تسلم ترامب لن يكون نفسه قبل الاستلام".